كل شيء عن مرض : الشـــــقيـــــقة

كل شيء عن مرض : الشـــــقيـــــقة
الضغوط النفسية في مقدّمة أسبابه

الشقيقة مجموعة من الاعراض التي تسبب الما في احد جانبي الرأس ونادرا ما تصيب جانبي الرأس معا وتدوم لفترة تتراوح ما بين ساعة الى ثلاثة ايام اذ يتميز صداع الشقيقة بألم نابض شديد غالبا ما يكون في منطقة الصدغ او خلف احدى العينين او خلف

الاذن، تصاحب الالم اضطرابات معوية كالشعور بالغثيان والقيء كما تصاحبه اضطرابات بصرية وسمعية كالتحسس الزائد من الضوء والصوت وقد يصاب المرء به في اي وقت خلال اليوم وعادة ما تكون الاصابة به في الساعات المبكرة من النهار وقد تبدأ نوبات الصداع بين عمر الخامسة عشر والخامسة والاربعين وتكون نوباته عند الكبار اقل عددا واخف تاثيرا.
الانذار المبكر
تتميز نوبات صداع الشقيقة بعدة مراحل يستطيع الطبيب تشخيص المرض على اساس وصف نمط النوبات ومدى تكرارها والاعراض المصاحبة للصداع واول مرحلة هي الانذار المبكر التي تبدأ قبل مرحلة المعاناة بساعات او بيوم واحد ويشعر المريض فيها ببعض الاحاسيس المنذرة بقرب النوبة كالشعور بالاجهاد غير العادي والتثاؤب بكثرة وتقلبات في المزاج كالغضب والابتهاج الشديد والشعور بالكآبة او الرغبة بتناول اطعمة معينة وغيرها اما مرحلة الادرة (النسمة) فيشعر فيها المريض بالاضطرابات البصرية والسمعية والعصبية بصورة تدريجية وبطيئة وتسبق مرحلة المعاناة والالم بنحو ثلاثين دقيقة ويشاهد فيها المريض عتما وامضا او خطوطا متعرجة فضية اللون تسبح في مدار البصر وقد يفقد بصره لدقائق بعد ذلك وهذا من النادر حدوثه، اما الاضطرابات السمعية فتتمثل في سماع اصوات داخل الرأس كالدمدمة والهمس وقد يشعر البعض بدوار في حين ان الاضطراب العصبي يحدث على شكل وخز وتنميل في الوجه او برودة في الذراع والوجه بما في ذلك الفم واللسان.
الأضواء والضجيج
* متى يبدأ الاحساس بالالم؟
ـ بعد زوال الاعراض السابقة يبدأ الاحساس بالالم والذي يتمحور حول منطقةالصدغ او خلف العين والجبهة وهو عادة ما يبدأ كانزعاج ثم يتطور الى وجع ثم ألم شديد نابض وهو دائما مستقر في جزء واحد من الرأس قد يكون الايمن او الايسر او قد يتنقل بينهما في النوبة الواحدة وقد يبدأ الالم عند البعض من مؤخرة الرقبة ويتحرك صاعدا الى الجبين او العكس ومع ازدياد الالم يبدأ فقدان الشهية والدوار والقيء والغثيان وتصبح الاضواء والضجيج واحيانا الروائح غير محتملة والقيء خلال النوبة من العوامل المساعدة على انحسارها كما يعتبر النوم لبعض الوقت من اكثر الامور فاعلية لانهاء النوبة ايضا وتبقى مرحلة ما بعد النوبة والتي غالبا ما تختلف من شخص الى اخر فمنهم من يشعر بالراحة والبهجة والانتعاش ومنهم من يشعر بالانهاك والتعب والفتور.
الهرمون الأنثوي
* ما العوامل المساعدة لحدوث النوبات؟
ـ توجد عوامل مساعدة لحدوث النوبات مثل اضطرابات النوم او الضغوط النفسية والقلق والاضواء الساطعة والضجيج وتغيرات الطقس والتدخين او تناول الشوكولاته كما يلعب الهرمون الانثوي دورا ايضا، لذلك عادة ما تاتي النوبات قبل او خلال او بعد الدورة الشهرية او مع تناول اقراص منع الحمل او عند بدء سن اليأس وهنالك ثلاث نظريات حول مسببات نوبات الشقيقة وهي نظرية تدفق الدم حيث يحدث المرض بتمدد الشرايين والاوردة الدماغية الكبيرة وتتقلص الاوعية الدموية الصغيرة التي تنقل الدم من الشرايين الى الاوردة فتمنع وصول الدم الى لحاء المخ فتحدث الاضطرابات البصرية والسمعية والشعور بالدوران ويحدث الشعور بالالم لضغط الشريان المتمدد على العصب المجاور له. ونظرية الوراثة اكدت دراسات عالمية عديدة على انه تم اكتشاف الجين المسؤول عن توريث مرض الشقيقة والذي من خصائصه القدرة على التحكم في خلايا معينة من المخ، مسيطرة على اجزاء معينة من الجسم كالاعصاب البصرية والسمعية والحسية وكذلك نظرية التغيرات الكيميائية وبالاخص المادة المسؤولة عن توصيل الرسائل العصبية بين خلايا المخ فعند وجود اي اضطراب في هذه المادة تبدأ بأرسال الاوامر بالتمدد والتقلص لشرايين واوردة المخ.
مثلث التوائم
* هل هناك معالجة جراحية للشقيقة؟
ـ تزايد الاهتمام بالمعالجة الجراحية لمرض الشقيقة منذ بداية هذا القرن وبطرق كثيرة ومختلفة فقد اجرى الطبيب (تومايونيسكو) في العام 1900 عملا جراحيا لطفل عمره سبع سنوات عن طريق قطع الودي الرقبي وبشكل ثنائي الجانب وفي العام 1904 قدم الطبيب كوشنغ دراسة عن قطع لجذور العصب مثلث التوائم وفي 1632 قدم الطبيب بينفيلد دراسة مشابهة وفي العام نفسه قدم الطبيب داندي دراسة عن نتائج استئصال العقدة الرقبية السفلية وفي العام 1942 قدم الطبيب روبرتام دراسة عن طريق قطع الطريق الناقل للالم عبر قطع جذور العصب مثلث التوائم وبمستويات متنوعة ولعل اكثر الاطباء الذين تنوعت معالجتهم لمرض الشقيقة جراحيا هو الطبيب (اولفكرونا) ففي العام 1942 قدم الدراسة الاوسع للمعالجة الجراحية فقد بدأ هذه الدراسة بعملية ربط للشريان الصدغي السطحي دون الحصول على النتائج المرجوة لذلك فاتبع ذلك بدراسة اخرى حيث اضاف الى عملية ربط الشريان الصدغي السطحي ربطا اخر هو الشريان السمائي الاوسط وايضا دون الحصول على نتائج جيدة مما جعله يذهب الى ابعد من ذلك وقدم دراسة ثالثة مشابهة للدراسة التي قدمها الطبيب (غاردينر) في العام نفسه عن اجراء عملية تتمثل بربط للشريان الصدغي السطحي وقطع للشريان السمائي الاوسط فضلا عن قطع العصب الصدغي الكبير ولكن ايضا لم تكن النتائج مشجعة.
ثم لجأ الطبيب (اولفكرونا) بعد ذلك الى تطبيق عملية (سجوكوست) التي تتمثل بقطع السيالة العصبية لعصب مثلث التوائم في مستوى البصلة السيسانية وايضا كانت النتائج غير جيدة بعد كل هذه المحاولات الفاشلة في معالجة مرض الشقيقة دب اليأس في نفوس الاطباء في امكانية المعالجة الجراحية الناجحة واخذت الدراسات منحى اخر هو المعالجة الدوائية.
العلاج الدوائي
* كيف تتم المعالجة الدوائية؟
ـ الاعتقاد السائد بان لا شفاء من الشقيقة غير صحيح كما ان الالتزام بارشادات الطبيب واخذ العلاج بانتظام يقللان كثيرا من عدد النوبات ويخففان ايضا من شدة ألمها فضلا عن الابتعاد عن مسببات النوبة كالضغوط النفسية والضجيج او تناول الشوكولاته وغيرها.
وهنالك نوعان من العلاج الدوائي للشقيقة النوع الاول ما يسمى بالعلاج الوقائي كمثبطات البيتا والنوع الثاني هو الادوية التي تؤخذ خلال النوبة مثل الاسبرين والبندول والبرونين والفولتارين وفي حال عدم جداوها في تخفيف الالم يبدأ الاتجاه نحو الادوية التي تعمل على اعادة الاوعية الدموية لطبيعتها مثل الاريجوتامين والتريبتان والذي يعمل على اعادة مستوى السيروتينين في الدماغ الى المستوى الطبيعي ما يساعد بدوره الى اعادة الاوعية الدموية الى حجمها الطبيعي فيزال عنها التقلص والتمدد المسببان لكل اعراض النوبة.

لك جزيل الشكرعلى هده المساهمة الطيبة

موضوع فغاية الاهمية شكرا لك اخي الفضل