الرحيـ ـ ـل بـ ـ ـلا صـ ـ ـوت
الرحيل بلا صوت ..!!
إذا قررت الجري يوماً ../.. فاصطدمت بالجدار ..
أو فكرت في الطيران إليهم ../.. فاصطدمت بالسقف ..
أو حاولت السباحة نحوهم ../.. فتحول البحر إلى كتلة من الثلج ..
فعندها فقط .. انتعل إحساسك بالإحباط ..
وارحل بلا صوت..!!
وحين تكتشف:
أن الزمان ليس زمانك ..
وان المكان ليس مكانك ../.. والإحساس ليس إحساسك ..
وان الأشياء حولك لم تعد تشبهك ../.. وان مدن أحلامك ما عادت تتسع لك ..
عندها.. لا تتردد ../..
وارحل بلا صوت ..!!
وعند الرحيل../..
لا تضيع وقتك في البحث في أحشاء اللغة لانتقاء كلمات الحب ..
أو الاعتذار أو الوداع .. فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق ..
إنما هي مجرد محاولات فاشلة ../.. لتبرير وتفسير هروبك ..
وعند الرحيل أيضا :
يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل ..
كي يمنعك من الرحيل .. لأنه يحبك ..
والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل ../.. كي يبقيك معه ..
ويكتشف البعض الآخر أنه يحبك بعد الرحيل ../.. فيحترق ويحرقك باكتشافه المتأخر..
وحين تقرر الرحيل ..
لا تدفن رأسك في الرمال كما النعامة ..
كي لا تلمح وجوه أولئك الذين أحبوك بصدق ../.. وراهنوا على بقائك معهم ..
فخذلتهم برحيلك..
ولا تبك بصوت مرتفع كالأطفال ../.. كي يصل صوتك لأولئك الذين أحببتهم بالصدق ذاته .. فـ خذلوك
وأترك المساحات خلفك بيضاء وشاسعة لهؤلاء وهؤلاء ../..
كي يمارس كل منهم طقوس حنينه إليك بطريقته الخاصة..
وتأكد مهما كان لون أو شكل حجم صمتك عند الرحيل ..
فـ لرحيلك صوت قد تسمعه كل الكائنات ../.. لكنه لن يؤلم أبدا
ولن يصل إلا ..
لأولئك الذين يشكل لهم وجودك شيئا من الوجود..
ومضة:
الرحيل بلا صوت .. هو أجمل هدية نقدمها لأنفسنا كي نختصر بها مسافات الألم و الإحباط والفشل ..
حين نشعر بأن كلماتنا لا تصل إليهم ..
همسة:
البعض يشتري إحساسك لأنه.. يحبك ..
والبعض الآخر ../.. يبيع إحساسك.. لأنك تحبه ..