الله موجود حيث يوجد الأطفال " لذا فإن وجود الأطفال فى بيتك نعمة تســــــــتـوجب الشكر الجزيل الذى يتعدى حدود المعنى اللفظى للكلمة إلى ما هو أعمق بكـــــــــــــثـير فالشكرعلى هذه النعمة يتمثل فى حسن الإستعداد لإستقبالها ومن ثَم رعايتها وكفايتــــها وحُسن تنشئتها وإحتواءها وما إلى غير ذلك . فمن المؤكد أن دورنا فى حياة أبناءنا لايقتصر على مجرد توفير إحتياجاتهم المادية من مأوى ومأكل وملبس فقط بل هــــــو دور أعمق وأجل من أن ينحصر فى تلبية بعض المطالب المادية ، فالطفل ككــيان بشرى يحتاج إلى الإحتواء ،الدعم ، صياغة الشخصية والأفكار والمعتقدات بالشـكل الذى يجعل منه شخصاً قادراً على التمازج والتناغم داخل السياق العام للأســـــــــــــرة والمجتمع ويكون قادرًا أيضا الإعتماد على نفسه وتحقيق ذاته من خلال التوجـــــــــيه الفعال لطاقاته وقدراته توجيهًا واعيًا ناضجًا يمنحه القدرة على تكوين علاقات سويــــة وحقيقية مع الآخرين وأن يكون قادرًا على التكيف والتواءم مع كل المتغيرات إلى تحيط به على كل المستويات . لذا نرجو أن تجدى عزيزتى الأم ما يعينك على تغيير النظرة النمطية لأسلوب التربية والتواصل مـع أطفالك بشكل بسيط ودون تعقيدات ومحاولة التوغل داخل ذلك الكيان الصغير بعـــــيـداً عن النظريات العلمية والدراسات الأكاديمية المتخصصة وليس هذا تقليلا من شأنــــها بقدر ماهو توضيح لأن حاجتك لايمكن إختصارها فى نظرية قد تقبل التعميم علــيـه أو لا تقبل بل حاجتك أكبر لمزيد من الخبرات الحياتية الفعلية التى قد تثرى تجربتك فـــى عالم الأمومة على مستوى الواقع الذى تعيشينه أنت وأطفالك فى ظل ظروف متغـــيرة ومتسارعة قد تجعل حياتنا صراع دائم.. لذا فأنتِ فى حاجة أكثر لإرساء مفاهيم وقيـــم حياتية إيجابية فى نفوس أطفالك وفى عقولهم لترسيخ مبدأ الصح صح والغلط غــــــلط ولا يحتمل اللبس