أن الحب غريزة في بني البشر قد يحملها إنسان لشخص دون آخر، كماأن درجات الحب تتفاوت، في قلوبنا، من إنسان لآخر،
وعلينا ان نعلم ان الحب في الله،هو نوع من الإيمان، لأنه وسيلة هامة من وسائل اكتساب محبةالله.
وقد حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومدحه، حين قال: "إن من عباد الله أناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياءوالشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله.. قالوا: يا رسول فخبرنا : من هم؟ قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولايحزنون إذا حزن الناس".
يجب أن تعلم أن محبتك لأخيك المسلم، لا ينبغي أن تكون على حساب أهلك، لأنهم أصحاب حق عليك بحكم صلة الرحم، فإذاكان الإسلام حثنا على الترابط بين أفراد المجتمع ككل، وهو ما يطلق عليه بالأخوةالعامة، فإنه أيضا أمرنا بالترابط والمحبةعلى الجانب الأسري لأن صلة الرحم هي صلة لله تعالى، ومن منا لا يحب أن يكون موصولا بالله عزوجل.
فما أعظمها من نعمة أن تكون لدينا الوسائل والأساليب الإسلامية التي توصلنا إلى القرب من الله تعالى فنتبعها، وما أفظعها من خيبة إذا تركناها ولم نعمل بها .
إن المسلم الحق هو الذي يستطيع أن يحقق التوازن بين محبته لإخوانه ومحبته لأهله وأقاربه، لأن الصلة والمحبة هي أساس الحياة، فالحفاظ على محبةالأهل هو حفاظ على صلة الرحم الذي تعهد الله تعالى بذاتهالعلية أن يصل من وصلها وأن يقطع من قطعها، كما أن محبةالأخوان في الله تكسب الإنسان محبة الله، وعليه فلاغنى لأي مسلم عن أن يحب أخوانه في الله،ويحب أهله وأقاربه، وليترك الأمر بعد ذلك لله، وليس في كون ميل القلب لشخص بعينه لوجه الله شيء لأن ذلك كما قلنا في البداية هو من طبيعة بني البشر.
فإن الحب في الله تعالى أوثق عرى الإيمان، وهو منحة من الله لا يشترى بالمال، قال تعالى في بيان فضله على عباده المتحابين (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَافِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). وقد جعل الله الحب في الله سببا للنجاة من النار ودخول الجنة، ففي الحديث الصحيح المتفق عليه في السبعةالذين يظلهم الله تحت ظله، منهم: (رجلان تحابا في الله ،اجتمعا عليه، وتفرقا عليه).
ولا يجد المرء حلاوة الإيمان إلا بإحدى ثلاث : إعلاءمحبة الله على كل حب، وكراهية العودة للمعصية بعد التوبة الصادقة، وإخلاص الحب لله بين الناس، بحيث لا يرجى من ورائه منفعة دنيوية، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
وحتى يؤتي هذاالحب في الله آثاره وتُجنى ثماره، فإنه حري بمن أخا له في الله أن يبادر إلى إبلاغه بهذا الحب، فقد روى أبو داود والترمذي أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: (إذاأحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)، كما أخرج أبو داود عن أنس رضي الله عنه أن رجلاًكان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر رجل به فقال: يا رسول الله، إني أحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم،: ((أأعلمته))؟ قال: لا، قال: ((أعلمه)). فلحقه، فقال: إني أحبك في الله،فقال: أحبك الذي أحببتني له.
وختاما؛
واعلم انه ليس هناك تعارض بين حبك لأخيك او اختك وحبك لأهلك، فكلاهماحب لله،طالما حسن القصد وخلصت النية، أسأل الله تعالى أن يتقبل مناحبنالأخواننا، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وألا يجعل فيه لمخلوق ولا لدنيا نصيب، إنه سبحانه خير مأمول .. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
أحبكم فى الله مليكة
|