ترقية مدينة وزان إلى عمالة
وزان مدينة هادئة مليئة بالمقاهي ولاشيء آخر. بين مقهى وآخر هناك قاعة شاي. إنها الفضاءات الوحيدة التي يرفه فيها أبناء المنطقة عن أنفسهم. يتحدث فيها الوزانيون عن المدينة الجبلية الصغيرة المهملة وآلاف المعطلين المحبطين، ويتذكرون قصص «الشرفة» الوزانيين والزيارات اللتي قام بهما ملك البلاد، كما أنهم لم ينسوا بعد كل تلك «الوجوه المجهولة»، التي تحدثت باسمهم على القناتين الأولى والثانية، ويحلمون بغد أفضل. «وزان هي المدينة الوحيدة في المغرب التي يبدأ فيها الناس لعب البارشي والضامة والكارطا في المقاهي على الساعة التاسعة صباحا»، وزان ليست فيها حدائق كثيرة. سكانها يتفاخرون بأنهم أبناء «دار الضمانة» وأن مدينتهم تضم أكثر من أربعين وليا صالحا. وبعض سكانها لازال يصفها بـ«المدينة الحصينة» لأنها لازالت خالية من الحانات. السكان البسطاء لوزان... تلك المدينة العريقة بتاريخها الغامض كغموض مستقبلها تماما... مدينة تعاني كمعاناة أبنائها... بل تعاني من جور بعضهم من الذين تعاقبوا على تسيير شؤونها بغير قليل من الإنتهازية و الإستهتار و بكثير و كثير من السياسوية... مدينة تختنق... تموت ببطئ... أحيائها التاريخية القديمة تسقط تحت وطأة الضربات الموجعة لمافيا الظلام... بيوت قديمة، أثرية تهدم كليا أو جزئيا و تشيد على أطلالها مسوخ من الأسمنت تشوه جمالها... جريمة قتل للتاريخ و الجغرافيا مع سبق إصرار و ترصد... شوارعها فوضى عارمة... سوق *المريتاح*الليلي دائم تباع فيه جميع أنواع السلع و البضائع... من الأسماك النتنة ، فتحول هدا الأخير إلى *بسوالف* .فشارع عين أبي فارس الدي تباع في حتى صحون الحلزون المطبوخ و المعطر بالسحتر...ما أتعسك أيتها المدينة الحزينة... حفر في كل مكان، أزبال ...أيا ترى ستصلح العمالة ما أفسده بعض من أبنائك ؟.. هل ستتدارك ماأفسده المقاولون الغشاشون الفاسدون الذين أجهضوا عليك حلما قديماو رشوا على وجهك الحزين بعض المساحيق التي سرعان ماذابت مع أول قطرة مطر ؟وحائط مدرسة ابن هانئ الدي تهدم فجأة فترك بصمته على المدينة *هدا ليس حتى بزلزال* فتخيلو معي لو سقط على رؤوس أطفال المدرسة الصغار من الدي سيكون المسؤول عن هده الكارثة ...؟ هل الجماعة الحضرية أم وزارة التربية الوطنية أم المواطن الفقير....؟وأخيرا إن إحداث هذا الإقليم جاء جد متأخر وكأن هذه المدينة لاأهل لها ، للإشارة فوزان كانت من البلديات الأوائل في المغرب ، طالها التهميش حتى أصبحت مدينة بدوية مشوهة بكثير كما دكرنا سابقا ، أتمنى أن تستعيد وزان جمالها ويستثمر بها أهلها ، وأن تكون هذه العمالة فاتحة خير على المنطقة ككل. حاتم نظام