السلام عليكم ورحمة الله
مسائكم معطر بذكر الله
/
\
الأب
تربية الأولاد صعبة ، الأم وأيضا متعبة , الابن متى نكبر ونرتاح من هذه
المنة ،حوارات متكسرة تؤسس لخيبات المستقبل تفتتح بها الاسرة يومها بعد
صلاة الفجر أو الظهر حسب التوقيت المحلي لكل منزل ، وبعدها يتوجه الاب الى
عمله بعد ان ملأ صدره بمرارة الحرص على تربية الأبناء ،وكل ما رأى ابتسامة
على وجه أحد من زملائه تمنى لو أن هذه الابتسامة كانت معاملة بين يديه
ليكتب عليها مرفوضة مرفوضة لعدم مطابقتها لأخلاق المجتمع العامة ، تربى أن
الفرح سلوك الساذجين الذين لم تمسكهم يد المسؤولية، الفرح في بيئة هذا
الرجل من الممنوعات والبحث عنه يعرض من هم تحت مسؤولية لمخاطر عظيمة ، ولا
حيلة معه إلا بالاحتيال عليه واتباع سلوك اللصوص لسرقة السعادة من البيئات
الاخرى ، والكسب حسب جرأة السارق ، اسباب السعادة متاحة ومباحة ولكن هناك
من يدفع أبناء المجتمع الى سرقتها بعد أن تم مصادرة المباح وحذفه من قاموس
المجتمع ، ثقافة المنع ليست موجودة فقط في المنازل بل تعدت ذلك لان اهل
المنازل حملوها الى كل مكان توجد لهم فيه مسؤولية، استحداث وظائف جديدة
يحمل بشائر الفرحة إذن هي ممنوعة، وكل الفرص الوظيفية التي نشاهدها
للسعوديين في القطاع الخاص جاءت بأساليب الاحتيال التي ظلت تعليمات الرفض
بسلوك اللصوص ... ، كبر الابن ولا نعلم هل هو من اللصوص أو من مانعي الفرح ؟
2-
حادثة
النسيم التي تعرض لها طفل بريء الى ذبح نعم ذبح قاسي ، صدمت الاجراءات
العاجزة عن متابعة مدمني المخدرات والمرضى النفسيين ، عقل لا يقيده عقل
وسلوك عدواني يتجول بين المنازل ليوزع الموت على أهله والمارة من الناس ،
إن عجز المستشفيات عن استيعاب هؤلاء المرضى يعني لا بد من زيادة مساحة
المقابر حتى تستوعب ضحاياهم ، مرضهم ليس جريمة ولكن تركهم بدون علاج هو
الجريمة ، الى جمعية وهيئة حقوق الانسان هذا ملف حيوي أمامكم وكل الطرق
اليه ميسرة لا قناعات متضاربة ولا فكر ليبرالي يصرخ مطالبا بحرياتهم ولا
متشدد يرفض بعجز أو قوة ، وهذا الملف يعد أفضل السبل لنشر ثقافة حقوق
الانسان التي تعقدون لها الندوات وورش العمل ، المطالبة بتأمين مكان علاج
لكل مدمن ومريض نفسي والسعي المخلص لضمان علاجهم ، المريض- النفسي خطرا على
نفسه وأهله ومجتمعه- ، أيعقل أن يترك الخطر في المنازل والشوارع ونحن
نتابع قصص ضحايا هذا الخطر لنعبر عن صدمتنا بألم عاجز عن منع الخطر المنتشر
في الشوارع والشرايين ، أم أن المنع لدينا لا يطبق إلا على الفرح!