مصبـاح الزنزانه

وحـده في الزنزانة متر في مترين اعتاد الظلمـة واعتادته كان المَمَـرُ ضيقا ورطبا وأظلم تقتسـمه الزنزانات العشـرين يسـمونها ( الأنفرادي ) تعـاد التعليمات كل يـوم :
يُمنع التحدث مِن وراء الأبواب , يتوجب أكل كل ما يـدفع لك من تحت الباب , عدم الالتزام يعني إرسالك إلى مركز الضبط ( التعـذيب ) .
الحارس الخفير بمصباحـه اليدوي الصغير وحـده يدخل الدهليز المُظلم ينير مصباحـه ويتفقـد كل الزنزانات لا أحـد يدري كيف سـقط المصباح من الحارس وهو يدخل يـده من بين قضبان الباب أخـذه
المسجون وانزوى في ركن الزنزانة صار يضيء بـه على وجـه الحارس ويَضحك .
الحارس يطلب إن يعيـد المصباح والسـجين يُضيء الضـوء على الحارس ويضحـك علم كـل من في الزنزانات الموقف زاد الضحـك وبَكـى الحـارس .
مفاتيح الزنزانات عند مدير السجن لا أحد يستطيع فتح زنزانه الا مدير السجن والمديرخـرج ولن يأتي
إلا السـبت , اليوم هـو الخميس ظل المسـجون يشـعل الضـوء بين الحين والحين ويضحـك يَمرُ بالضـوء على كل أبواب الزنزانات .
صارت اللُعبة أجمل كـُل الليل ومن في الزنزانات يَضحـك والضـوء وصوت الحارس يبكـي .
في الصبـح أصـواتا عند باب السـجن واطلاقات بعيـده صـارَ العنبـر يَدوي وإذا قرقعة وأصوات ومكبـر
صـوت : إخـواني , إخــواني . السجن كل السجن يسـأل : من هـذا مديـر السـجن !
المديـر : يا مَن أنتـم تاجُ رأسـي أنـا خـادِمكــم من منكـم يطلـبُ أي شــيء .
ضَحِـك كـل من في الزنزانات أوفي السـجن بأسـتغراب قالـوا : مــاذا ؟
جـاء الخبــرُ خجـولا من حـُراس العنبــر هـرب الحــاكِمْ .