كيف يتعلم الطفل تقبل الإعاقة؟
الطفل يشير بأصبعة وهو يطرح هذا السؤال: أخبريني يا أمي لماذا هذا الأستاذ لدية رأس غريب؟ في إجابتك توجد كل مفاتيح تعلم تقبل الإجابات من جانب طفلك. سنقدم إليك في هذا المقال بعض النصائح، لكي تتصرفي بشكل جيد في اللحضات الحرجة.
هناك من يقول: إن الناس الطيبين لا يحبون أن يتبع الآخرين طريقاً غير طريقهم. إن الاختلاف يثري العلاقات الإنسانية، ويغذي شخصياتنا، ويها. يكتشف أطفالك يوماً بعد يوم عالم الاختلاف هذا: اختلاف الشخصيات، والتفاوت البدني.
تفصيل ال:
في المدرسة يتطرق الأطفال غالبا إلى مسألة الإعاقة مع معلماتهم، أو مدرسيهم. سواء أكان الأمر يتعلق بـ"اندماج" الطفل العاق في الفصل، أم أنه ليس سوى إحساس شباب، فإن هناك مؤسسات قومية تسهم في تعلم تقبل هذه الإعاقة.
إن لكن الطريقة التي ستتعاملين بها معه لها صدى آخر غير صدى المدرسة: لأن الطفل يؤسس معتقداته وقيمة على الأفكار التي تبثينها له. إنك "دعامة" تطورة السيكولوجيي. إذا أحس بضيقك عندما يتطرق إلى الموضوع: فإنه سيدمج هذا الضيق في سلوكه. وفي المقابل إذا شعرت بالارتياح في ال فإن الطفل سيقلل من شأن الإعاقة، وسيتقرب من الناس بشكل طبيعي. في اللحطة التالية لا تقولي لنفسك: إنه لا توجد كلمات صحيحة، أو تركيبة سحرية! لكي تعلمه تقبل الاعاقة. علاوة على ذلك، يلزم بعض الوقت من أجل أن يتفهم الطفل كل المظاهر التي يتضمنها هذا المفهوم. يمكنك أن تذكريه بأننا مختلفون عن بعضنا، وأنه لابد أن نتعلم من هذه الاختلافات.
خذي مثالا من أخيه، واجعليه يفهم أنه مختلف عن أخيه، أو أخته، ومعا يسعدان باللعب. يمكنك أن تركزي على النقاط المشتركة بينه وبين الأطفال المعاقين: إنهم أيضا يحبون الضحك، والأكل، ومشاهدة برنامج "ستار أكاديمي".
يمكنك أيضا أن تجعلي طفلك يكتشف القراءة. إن أدب الأطفال يكشف دروس التقبل، أو التساهل. هناك بعض الكتب التي يمكن أن تمد يد العون إليك في مساعدة صغيرك على استيضاح العلاقة التي تجمع طفلين مختلفين.
الفهم الصحيح للإعاقة لتفسيرها جيداً:
سمح اليوم المخصص للمعاقين بإعلام الناس بمسألة الإعاقة والإحساس بها. لكن تقبل الإعاقة يحب أن يتجاوز حدود الزمن. التقبل يعني: قبول الاختلاف عن الآخر، سواء أكان على المستوى الجسماني، أم الثقافي، أم الاجتماعي. إن تعلم التقبل يقضي بالضرورة توصيل المعلومة بشكل صحيح. الاعتراف بالاختلاف يعني قبل أي شيء معرفة الرد على أسئلته.
لكن لكي تجدي الكلمات الصحيحة لابد أن تكون هناك أيضاً بعض الأفكار التي تدور برأسك، يجب أن نعلم أن الشخص المعاق لايقتصر على إعاقته، فلدية حياة، ومشاعر مثل كل الناس. إن الإعاقة تسبب اضطرابا تقريبا في حياة هؤلاء الأشخاص. مهما تكن نوعية الاضطراب (الإعاقة أو انخفاض السمع أو التخلف الذهني) فإن الشخص – الذي يعناني – يدرك في أغلب الحالات اختلافه، ولابد أن يتحمل نظرات الآخرين. لنأخذ مثالا على ذلك التثلث الصبغي.
الأكثر شهرة هو التثلي الصبغي 21 انه يتوافق مع العيب "الكروموسومي" بدلا من وجود كروموسومين 21 يوجد ثلاثة. هذا الفائض من المادة الجينية مسؤول عن الهيئة الخاصة لهؤلاء الأشخاص، والتأخر الذهني الملحوظ تقريبا. إن الأطفال المصابين بالتثلث الصبغي لديهم الاهتمامات نفسها كالأطفال الآخرين، ويتحدثون مع المحيطين بهم، ويظهرون حساسية كبيرة. لايوجد ما يمنع أن تستعلمي عن الإعاقة التي تشغل بالك. هنالك مؤسسات عديدة يمكن أن تساعدك على الرد على الأسئلة التي تطرحينها على نفسك، وإذا كنت ترغبين عدم الإعلان عن الإعاقة، يمكنك الاستعانة بالمواقع الخاصة بهذه المؤسسات. هذا الفضول سيسمح لك بالاحساس بالارتياح في ال مع طفلك.
حدود عائمة:
التحدث عن الاختلاف يستلزم تحديد ما هو طبيعي. في الرياضيات لا توجد أدنى مشكلة، فالطبيعي يتوافق مع الانحراف بالنسبة إلى هذا المتوسط، والاختلاف يتوافق مع الانحراف بالنسبة إلى هذا المتوسط. وفي المقابل يصعب كثيراً تعريف ما هو الكائن الطبيعي بوضوح.
إن كل مجتمع لدية مفهومة الخاص بالاختلاف وبالاعاقة على وجه الخصوص. إن الإيطاليين والانجليز يشعرون بالارتياح من هذه المسألة. في هذين البلدين وعلى عكس "فرنسا" و "ألمانيا" يدخل الأطفال المعاقون المدارس، لأنهم يعتبرون دخول المدرسة بمثابة جواز المرور لتكيف الطفل مع الإعاقة. لكن الحاجز بين الطبيعي وغير الطبيعي عائم.
هل الطفل الطبيعي يعني: أن يكون سلوكه وحالته الجسمانية متوافقين مع المجتمع؟ أليس لون الشعر الأحمر، وارتداء الملابس الغريبة، وعمل الوشم، والثقب من مقدمات الاختلاف؟ الطبيعي إذن يعني التوافق مع المجموعة الاجتماعية في مكان محدد وفي لحظة معلومة. تبقى الموضة خير مثال لهذه الطبيعة "الزائلة".
يواجه الأطفال مبكراً هذا الأمر المفروض من "الطبيعي"، ارتداء الماركات الغالية، وحمل التيلفون المحمول مثل الرفقاء، وعدم الاستماع إلى هذه الموسيقى.
إن فترة التكيف هذه تمثل مرحلة إجبارية في تطور الطفل. إنه يحتاج إلى الاندماج مع مجموعة، وهذا الاندماج يمر باحترام الرموز المشتركة وخصوصا المتعلقة بالملابس. لكن الطفل لابد أن يتعلم التعرف على اختلافاته وتحملها حتى يكون شخصيته، لابد أيضا أن يتقبل الاختلافات مع الآخرين ويفهمهم ويحترمهم.
مهن الإعاقة:
المعالج بالتشغيل يهتم بإعادة تكيف الأشخاص المعاقين. إنه يساعد المريض المصاب على استعادة حركاته اليومية في أثناء الإعاقة، و أيضا في التكيف مع الوسط المحيط.
المعالج النفسي يهتم بإعادة تأهيل الأشخاص المعاقين سواء في الحركة أو في الذهن. يركز عمله على الاستماع إلى المريض سواء على المستوى الشفهي أو غير ذلك. المواقف الجسمانية للمريض تعتبر بالنسبة إليه أداة للعمل الأكبر.
على عكس المعالج النفسي يعالج المدلك الطبي العرض المقصود. يستخدم العلاج بالتدليك الحركات الإيجابية (الرياضة الطبية) أو السلبية (التدليك، والتعبئة).
مطبب النطق يعالج اضطرابات اللغة المكتوبة، والمنطوقة، وكذلك اضطرابات الكلام والصوت.
شهادة:
"ألبرت" – والد "ميلانا" (10 سنوات):
ميلانا تقيم علاقة طبيعية للغاية مع المعاقين الذي تقابلهم في الشارع, إنها لم تتضايق، ولم تتردد في محادثتهم إذا اقتضت الحاجة. كثيراً ما تقول لي: إن هذا لا يجب أن يكون مسليا بالنسبة إليهم، لكنها لم تطرح على قط أية اسئلة. يجب القول إنها تتعلم الكثير في المدرسة. في هذا العام اصطحبتها معلمتها إلى فصل من الأكفاء: لقد رأتهم في أثناء الحصة، وحدثتهم، ولعبت معهم. علاوة على ذلك، قرأت عليهم كتابا! من جانبا نحن لقد ربيناها على تفتح الذهن. ليست من النوعية التي تخفض رأسها عندما يصعد المعاق الأوتوبيس، بل تساعده إذا رأت انه يحتاج إلى ذلك، وتتضايق منه إذا كان سيء النية.
"فيرونيكا" – أم "أنثيا" (ثلاث سنوات):
منذ أن كانت صغيرة جداً، غاصت "أثينا" في الاختلاف. في المنزل ترى أصدقائي من أصول ثقافية مختلفة. ذات يوم عادت من الحضانة وهي تقول لي: إن طفلا غريبا شد شعرها (كان يعاني التثلث الصبغي). كان شد شعرها وهو النقطة الوحيدة التي أزعجتها! لم أفكر في أنني في حاجة إلى تعليمها ماهو التقبل. إنه مبدأ يبدو أنها ستدركة عندما تكبر، وإذا أتت إلي لكي تسألني عن الإعاقة فلن أكتفي بأن أقول لها: إنه يوجد أناس مختلفون، بل سأحاول أن أعطيها تفسيراً بسيطاً ولكن واقعياً.
تذكري أن:
o فرنسا بها 5.5 مليون شخص معاق أن 9% من السكان.
o بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية فإن الشخص يعتبر معاقاً عندما يجد نفسه غير متلائم مع الآخرين، في أعقاب: مرض أو حادث، أو مشكلة صحية، أوجسمانية، أو "سيكولوجية".
o توجد عدة أشكال من الإعاقة: المتحركة عندما يمتد ضررها إلى القدرة على التحرك (13.4% من الشعب الفرنسي)، والحسية عندما تصاب إحدى الحواس (11.4%)، والدهنية إذا كانت القدرة على التعلم صعبة (6.6%).
o الإعاقة يمكن أن تظهر في أعقاب حادث (إعاقة مكتسبة) أو تكون قد وجدت منذ لحظة الولادة أو (إعاقة فطرية). في هذه الحالة الأخيرة ينتج تشوه جيني، أو تظهر مشكلة طارئة في أثناء الحمل (مرض الأم، أو تناول العقاقير، أو السرطانات).
o الرجل لدية ثلاثة وعشرون زوجا من "الكروموسومات"، منها زوج من "الكررموسومات" الجنسية، لما كانت تُرقم من 1-22 فإنها تحدد الصفات العامة (لون العينين، والشعر .. الخ). أما زوج "الكروموسوم" الثالث والعشرين فيشير إلى الجنس.
سؤال وجواب:
مادور الآباء في الإحساس بالإعاقة؟
لابد أن يثق الآباء بأطفالهم، وبقدرتهم على التحدث في كل شيء. إن التحدث مع الصغار أمر ضروري، لأنه يسمح بإعادة الأمور إلى مكانها، وانتزاع كل المحاذير. لن نكسب شيئا في إنكار الإعاقة.
كيف نتطرق إلى الأمر نفسه؟
يكفي أن نتحدث عن الإعاقة لإزالة الأمر المأساوي عنها. علاوة على ذلك تطرد أسئلة الأطفال مخاوفهم الخاصة، عندما يسأل الطفل عن سبب غرابة رأس هذا الرجل فإنه يسعى إلى الأطمئنان، من المهم أن يفهم أن كل شيء من جانبه على خير ما يرام بدون أي أنكار للاختلاف الذي يراه، يجب بالتأكيد أن نقول له: إن هذا الشخص يشعر ببعض الصعوبات، لكن عندما تقولين له إنه سيفهم عندما يكبر فإن هذا سيزيد مخاوفه.
في أية سن يشعر الطفل بالاختلاف؟
غالبا ما نبخس السن التي يبدأ الطفل معها إدراكه للاختلافات مع الآخرين. إنه يشعر بهذا التفاوت – جيدا ً- قبل سن السادسة أو السابعة وهي سن العقل في "السيكولوجية" التقليدية.
وفي المقابل دخلت مفاهيم الرأفة والتسامح (التقبل) بالتدريج في أثناء نمو الطفل.
إن تطبيق هذه المفاهيم يخضع كثيراً إلى بيئة الطفل، والعلاقة التي تربطه بوالديه.