الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المجاهدين، أما بعد:
أحببت إخواني أن أكتب في هذا الموضوع لكثرة الجهل به، فكثير من الناس لا يعرفون الحلال من الحرام فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قبل الزواج، وأثناء الخطبةنرى الكثير من الشباب أثناء الخطبة يخرج مع خطيبته دون محرم، ونراهم في الطرقات يقبض كل واحد منهما على يد الآخر، ونراهم يتبادلون القبلات أمام الناس، ونراهم يتعانقون وكأنهم في غرفة نومهم .... وهذا كله لا يجوز في دين الله سبحانه وتعالى، فإن كلاهما محرّم على الآخر، حتى يتم عقد النكاح.
ما ينويان بالنكاحعلى الشاب والفتاة أن ينوي كل واحد منهما بزواجه أن يعف نفسه، وأن يتقرب إلى الله بحسن معاشرته للآخر، وأن يبنيا بيتاً قائماً على التراحم فيما بينهما، وأن يُقيما عائلة مسلمة، تكون لهما خير زاد بعد مماتهما.
بعد الزفافيجب أن نتقي الله سبحانه وتعالى في زفافنا، فلا ندخل فيه الغناء و الموسيقى، ولا يكون مختلطاً، ولا يكون فيه كشف للعورات.
ملاطفة الزوجةفي أول ليلة زوجية، يجب على الرجل إذا اختلى مع زوجته في غرفتيهما أن يلاطفها، وأن يمازحها، لأن الفتاة في هذه الليلة تكون متوترة، فعلى الرجل أن يتنبه لهذه المسألة، وعليه أن يصبر عليها حتى تتقبل منه ما يريد.
صلاة الزوجين معاًسن النبي صلى الله عليه وسلم لنا أن يصلي الرجل مع زوجته ركعتين بعد دخولهما غرفة نومهما، وقبل البدء بأي شيء، وبهذه الصلاة تبدأ الفتاة بالهدوء، والاطمئنان.
الدعاء للزوجةبعد الانتهاء من الصلاة يضع الزوج يده على مقدمة رأس زوجته ويدعو بهذا الدعاء الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جَبلتَها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ".
التدرج مع الزوجةعلى الرجل أن يتدرج مع زوجته حتى يأخذ منها حظه، وعليه بالصبر عليها، فربما لا يستطيع فعل أي شيء أول ليلة، فليصبر إلى الليلة الثانية، وهكذا .... وعلى الرجل أن يعرف كيف يجعل زوجته تتقبل منه أن يعاشرها، وأفضل وسيلة هي التقبيل والمعانقة .....
ما يقول عند المجامعةبعد قبول الزوجة المعاشرة، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول أحدنا قبل أن يجامع زوجته: " بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا". فإن رزقا بولد لم يضره الشيطان.
كيف يأتي الرجل زوجتهقال تعالى: "
نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " وقال صلى الله عليه وسلم: مقبلة ومدبرة، إذا كان ذلك في الفرج.
ويحرم على الرجل أن يأتي زوجته في دبرها.
بين الجماعينإذا أتى الرجل زوجته وأراد أن يجامع مرة أخرى، يستحب له أن يتوضأ، والأفضل أن يغتسل.
اغتسال الزوجين معاًيجوز للرجل والمرأة أن يرى أحدهما عورة الآخر، ويجوز لهما أن يغتسلا معاً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل هو وعائشة رضي الله عنها من إناء واحد.
تنبيه: ويكون الاغتسال بنية رفع الحدث الأكبر، وليس لمجرد الاغتسال والنظافة.
النوم قبل الاغتسالإذا أراد الزوج أو الزوجة أن يناما قبل أن يغتسلا جاز لهما ذلك، والمستحب لهما أن يتوضأ، ولكن الأفضل أن يغتسلا.
المرأة الحائضيجوز للرجل مباشرة زوجته أثناء حيضها والتمتع بها ولكن دون الجماع. وإن وقع الجماع فعليه كفارة قدرها النبي صلى الله عليه وسلم بدينار أو نصف دينار، مع الإثم الذي وقع فيه.
تطهر المرأةإذا طهرت المرأة من حيضها وجب عليها الاغتسال، وللزوج إتيانها بعد ذلك.
العزليجوز أن يعزل الرجل عن زوجته ولكن بشرط أن تقبل الزوجة بذلك.
وذلك لأن الزوجة من حقها أيضاً الاستمتاع بالجماع، وأثناء القذف تستمع المرأة بذلك.
صبيحة ليلة الزفاف معظم الأمهات يطلبن من بناتهن أول ليلة يدخل عليها زوجها، أن يمسحا الدم الذي يخرج مع أول جماع يقع، وذلك لإثبات أنها عذراء، وهذا في دين الله محرم، وفاعله آثم، ومعاقب يوم القيامة.
قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها.
تحذير: وهنا يجب عصيان الوالدين وخاصة الأم، لأنه لا طاعة في معصية.
وهذا ليس خاصاً في أول ليلة من زواجهما، بل في كل ليلة، فلا يجوز أن ينشر خبر جماعهما بين الأصدقاء.
وجوب طاعة المرأة زوجهاأوجب الله سبحانه وتعالى على المرأة أن تطيع زوجها، بالمعروف، وذلك بقوله: " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ".
فهي تطيع زوجها في النوافل:أن لا تصوم النافلة إلا بأمره، وأن لا تخرج من منزلها إلا بأمره، أن لا ترفض طلبه إذا أرادها إن لم تكن معذورة.....
ولكن إذا أمرها بترك الصلاة المفروضة، أو بترك الصيام الواجب، أو بخلع الحجاب أمام الناس أو التعري لا يجوز لها طاعته، بل هنا الواجب عليها أن تعصيه.
أمور محرمةنرى الكثير من الرجال يقبلون زوجاتهم أمام الأبناء، أو أمام الناس، وخاصة تقبيل اليد، بدعوى أنها زوجته، وهذا أمر لا يجوز، نعم يجوز لك أن تقبل زوجتك أينما شئت ولكن منفرداً لا يراكما إلا الله سبحانه وتعالى.
وخير الختام تهنئة الزوجان بقولنا: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير. ولا يجوز أن نقول بالرفاء والبنين، لأنها من تهنئة الجاهلية التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.