العلم هو معرفة المجهول والبحث عن حقيقة الأشياء في هذا العالم... ومن خلال هذه المعرفة يستطيع الإنسان أن يعيش وأن يعمل ويتطور، ويطور أساليب معيشته وأن ينتصر على كل مايهدد حياته وبقاءه، كل ذلك بفضل المعرفة التي نقصد بها هنا العلم.
والإنسان عدو مايجهل يخاف بطبيعته من الأشياء التي يجهلها، ولكنه عندما يحاول أن يتعرف عليها وأن يدرس طبيعتها ويسلك السبل من أجل معرفتها يكون قد عرفها على حقيقتها وانجلى الخوف الذي كان مسيطراً عليه جراء عدم علمه ومعرفته بها.
منذ أقدم العصور يسعى الإنسان في سبيل العلم والمعرفة لكي يحافظ على بقائه وليحاول أن يتأقلم في حياته مع الكائنات والمخلوقات التي تعيش معه على هذه الأرض، كان يخاف الوحوش الكاسرة، فوجد الحجر كي يدافع به عن نفسه وعرف من بعد تجربة أنه إذا أحضر حجراً آخر وصدمهما ببعضهما تحدث شرارة وهذا أدى إلى اكتشاف الإنسان للنار التي أحدثت ثورة حقيقية في مجال العلم.
استطاع من تجارب قام بها أن يجعل الحديد طيعاً له ليناً كالعجيبة يستطيع أن يصنع منها مايشاء من الأشكال والأدوات التي ساهمت في تطوير حياته ومستقبله.
ومنذ ذلك الزمان وحتى الآن والإنسان يسعى في سبيل العلم من أجل بناء عالم أفضل له يحقق السلامة والأمان والتطور والرقي.
في حضارتنا العربية عدد من العلماء والباحثين كان لهم الفضل الكبير في الرقي والتقدم في هذا العالم عبر العصور وخدمة للبشرية.
- فكان العالم الطبيب الشيخ الرئيس ابن سينا الذي برع في مجال الطب واكتشافاته الطبية خدمت البشرية وكتبه تُدرس في جميع جامعات العالم، ومن العلماء الخوازرمي وابن حيان وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية للإنسان ومن علماء الغرب أرخميدس وأديسون في اكتشافاتهما الفيزيائية، مايزال للعلم الدور الرئيسي والأهم في بناء مستقبل أفضل يحقق عالماً يسوده السلام والأمان والمحبة.
إن المستقبل الذي ننشده ونسعى بالعلم لبنائه هو أن يكون الإنسان الهدف والغاية منذ مسقط رأسه في تراب وطنه وحتى مواراته الثرى في نهاية حياته.
فيجب علينا أن نسخر العلم لمصلحة هذا الإنسان الذي جاء إلى هذه الحياة لايعلم شيئاً ويخاف من كل شيء حوله.